ما هو علاج الوسواس القهري وما أهم أنواعه؟

تعرف من خلال المقال التالي على كل ما يتعلق بمرض الوسواس القهري

الوسواس القهري

الوسواس القهري هو أحد الاضطرابات النفسية التي يُعاني فيها الشخص من تكرار أفكار ومخاوف وأحاسيس غير مرغوب فيها تجعله يشعر بأنه مُكره على تكرار أفعال أو سلوكيات قهرية في محاولة للتخلص من هذه الأفكار والوساوس، وغالباً ما يتم وصف بعض العلاجات في التحكم في الأعراض الناتجة عنه

وتجدر الإشارة إلى أن اضطراب الوسواس القهري يُعد أكثر شيوعًا في النساء عن الرجال، كما أنه عادًة ما يبدأ في مرحلة الطفولة أو المراهقة 

أنواع الوسواس القهري

تشمل أنواع الوسواس القهري الشائعة ما يلي

1- وسواس النظافة

2- وسواس التأكد

3- وسواس الترتيب والتنسيق

4- وسواس الاكتناز

5- وسواس اجترار الأفكار

أعراض الوسواس القهري

تتفاوت أعراض الوسواس القهري من شخص لآخر، حيث تعد أفكار مزعجة وتصرفات قهرية

أكثر الأفكار المزعجة انتشارًا

1- الخوف من الإصابة بالأمراض

2- الخوف من الأخطاء

3- الخوف من الاتساخ أو التلوث

4- الخوف من التسبب بالضرر لنفسه وللآخرين

5- الخوف من الأفكار السيئة 

6- الخوف من الإحراج أو التورط بسلوك غير لائق على الملأ

أكثر الأفكار القهرية انتشارًا

1- الاستحمام أكثر من مرة أو غسل اليدين بشكل مبالغ فيه

2- تكرار الوضوء والصلاة

3- الامتناع عن مصافحة الآخرين

4- العد بشكل متواصل 

5- تكرار كلمات أو مصطلحات

6- تكرار التحقق من الأمور بشكل مفرط مثل الأقفال أو مواقد الغاز

7- التشديد على ترتيب وتنظيم الأغراض الشخصية بشكل دائم 

8- الشعور بالحاجة للقيام بنفس المهام عدة مرات 

9- التلعثم خلال الحديث

10- تناول مجموعة معينة وثابتة من الأغذية وفق ترتيب ثابت 

علاج الوسواس القهري

ينطوي علاج الوسواس القهري على استخدام مجموعة من العلاجات المختلفة، بغرض تخفيف الأعراض وإدارة المرض، فيما يلي إليك بعض الخيارات المشتركة لعلاج الوسواس القهري 

أولًا: العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري

يمكن استخدام عدة طرق لعلاج الوسواس القهري، ومن أهم هذه الطرق هو العلاج السلوكي المعرفي، حيث يقوم الطبيب المختص بتقويم طريقة تفكير المريض ومدى إدراكه للأمور، الأمر الذي يجعله يتعرف على الأفكار السلبية التي تتبادر في ذهن المريض وبالتالي تنعكس على سلوكه، ومن ثم محاولة الطبيب تغيير هذه الأفكار السلبية واستبدالها بأخرى أكثر إيجابية 

بالإضافة إلى كل ما سبق فإن العلاج السلوكي المعرفي يُساعد المريض على البحث عن حلول لمشكلاته والتصرف بطريقة إيجابية تنعكس على مزاجه وسعادتك، وبالطبع كل هذا يتم عبر عدة جلسات يتلقاها المريض مع الطبيب النفسي المتابع للحالة، وتجدر الإشارة إلى أنه عن طريق هذه الجلسات يمكن للمريض أن يشعر بالتحسن، علاوة على ذلك، فهو يستطيع السيطرة على الأفكار التي تسبب الأفعال القهري وذلك خلال 5 -20 جلسة علاجية مع الطبيب المختص 

ونحن إذ ننوه في هذا السياق إلى أن هذا النوع من العلاجات من الممكن أن يكون صعبًا ومخيفًا لدى بعض المرضى في البداية، لكن بشكل عام فإن معظم المرضى يشعرون بتحسن وانخفاض مستويات القلق الذي يتسبب في الأفكار السلبية أو غير المنطقية، والأفعال القهرية التي تنتج عنها المضي في جلسات العلاج 

وبشكل عام نستطيع القول بأن العلاج السلوكي المعرفي يُعد من العلاجات الناجحة للعيد من الاضطرابات السلوكية الأخرى، وتشمل أهمها

1- الوسواس القهري

2- اضطراب ما بعد الصدمة

3- اضطرابات القلق

4- اضطراب الاكتئاب الكبير 

5- اضطرابات الشهية

ثانيًا: أدوية لعلاج الوسواس القهري

تُعد الأدوية المضادة للاكتئاب واحدة من أشهر الأدوية التي يتم استخدامها في علاج الوسواس القهري، مثل عقار الفلوكستين، السيرترالين، الفلوفوكساكين وغيرها من الأدوية

كما تُعتيرمجموعة الأدوية المثبطة لاسترداد السيروتونين من أفضل الأدوية التي يتم استخدامها في هذا الغرض

 الجدير بالذكر أن هذه الأدوية السابق ذكرها تعمل على زيادة مستويات السيروتونين في الجسم، الأمر الذي يعمل على تحسين أعراض الوسواس القهري، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الأمر من الممكن أن يستغرق حوالي 12 أسبوعًا حتى يشعر المريض بوجود تحسن في الأعراض التي يُعاني منها 

ونحن إذ ننوه في هذا السياق إلى أن هذه الادوية قد تسبب مجموعة من الآثار الجانبية مثل النعاس، الغثيان، جفاف الفم، الصداع، الأرق، لذا يُنصح باستشارة الطبيب المختص فور حدوث ثمة أعراض جانبية، أو في حال الرغبة في التوقف عن تناول الدواء، لتجنب حدوث أعراض انسحابية 

ثالثًا: العلاج بالعقاقير

في حالة عدم استجابة الأدوية المضادة للاكتئاب الانتقائية (SSRIs)، يمكن للأطباء وصف أدوية أخرى مثل المثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين (Serotonin reuptake inhibitors) أو المثبطات الترابطية للسيروتونين والنورأبينفرين (Serotonin-norepinephrine reuptake inhibitors).

رابعًا: العلاج بالتحفيز المغناطيسي الرئوي (Repetitive Transcranial Magnetic Stimulation, rTMS)

يشير هذا العلاج إلى توصيل نبضات مغناطيسية للجزء الأمامي من المخ لتحفيز النشاط العصبي. يمكن استخدامه في حالة عدم استجابة العلاج الأولي للوسواس القهري.

خامسًا: العلاج النفسي الآخر

يمكن تجربة عدد من العلاجات النفسية البديلة مثل العلاج بالتصوّر الحسي (Imagery Rescripting) والتدريب العصبي اللغوي البرمجي (Neurolinguistic Programming)، والتدريب الذهني والتأمل، والتدريب الذهني الاستعاري (Metaphorical Cognitive Training).

يجب أن يتم استشارة أخصائي نفسي متخصص في اضطرابات القلق أو الوسواس القهري لتقييم الحالة وتوجيه العلاج المناسب وفقًا لظروف كل فرد بشكل فردي.

علاج الوسواس القهري في البيت

هناك مجموعة من الأشياء التي تُساعد في اكتساب عادات من الممكن أن تكون فعالة في علاج الوسواس القهري والتخفيف من أعراضه بدون أدوية، مثل

1- ممارسة تمارين الاسترخاء

حيث أنه قد تُساعد ممارسة تمارين التأمل واليوغا والتدليك على التقليل من الإجهاد الذي يحفز الوسواس القهري

2- النوم الجيد

بدلًا من الانحراف في مشاهدة التلفاز لساعات ممتدة قم بأخذ قسط من الراحة وحمام دافئ للتخفيف من التوتر، حيث أن النوم يُعد محفزًا للصحة العقلية 

3- ممارسة التمارين الرياضية

تحافظ الرياضة على أن تجعل هرمون الكورتيزول تحت السيطرة، ولمن لا يعرف فإن هرمون الكورتيزول يُعد الهرمون المسؤول عن التوتر

4- الحرص على التغذية الجيدة واتباع نظام غذائي معتدل

5- الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين

تمارين لعلاج الوسواس القهري

توجد بعض التمارين التي يمكن ممارستها لمساعدة في علاج الوسواس القهري. هنا بعض التمارين التي قد تكون مفيدة:

1- تقنية التعرض المتدرج (Gradual Exposure): يتم في هذه التقنية تعريض نفسك للمواقف أو الأشياء التي تثير الوسواس بشكل تدريجي ومنتظم، بدءًا من المواقف التي تولد قليلًا من القلق ثم زيادتها تدريجيًا. تتيح لك هذه التقنية فرصة التعود على الأشياء المثيرة للوسواس وتقليل القلق المرتبط بها.

2- تقنية إعادة التصور (Reframing): هذه التقنية تهدف إلى إعادة تفسير الأفكار السلبية المرتبطة بالوسواس وتحويلها إلى أفكار أكثر إيجابية وواقعية. عندما تنتابك أفكار وسواسية، حاول تحليلها بشكل نقدي وتحدي الأفكار غير المنطقية.

3- تمارين التنفس والاسترخاء: تعتبر تقنيات التنفس العميق والاسترخاء مفيدة للتحكم في القلق والتوتر المرتبط بالوسواس القهري. يمكنك البحث عن تقنيات التنفس مثل التنفس البطني والتنفس العميق، وممارستها بانتظام لتهدئة الجهاز العصبي.

4- تدوين الأفكار: قم بتدوين الأفكار والوسواسات التي تنتابك في مذكرة. هذا يساعدك على التعبير عن مخاوفك والتفكير فيها بشكل أكثر وضوحًا وتحليلها بشكل منطقي. قد تكتشف أنه عندما تكتب الأفكار، يصبح من الأسهل التعامل معها ومعالجتها.

5- تمرين الانتباه الواعي (Mindfulness): يركز تمرين الانتباه الواعي على العيش في الحاضر وتوجيه الانتباه إلى اللحظة الحالية بدون الانغماس في الأفكار المرتبطة بالوسواس. يمكنك ممارسة التأمل والتركيز على حواسك وتجربة المشاعر والأفكار بدون الاندماج فيها.

مدة علاج الوسواس القهري

تختلف مدة علاج الوسواس القهري باختلاف شدة المرض، حيث أنه في حال ما كان الوسواس خفيفًا، فإنه في هذه الحالة يوصي بدورة علاج قصيرة، بينما في حال ما كان الشخص يُعاني من اضطراب الوسواس القهري الشديدة فإنه في هذه الحالة قد يحتاج المريض إلى دورة علاج أطول

وتجدر الإشارة إلى أن علاجات الوسواس القهري في أغلب الأحيان تكون فعالة لكن الشيء المهم هو التحلي بالصبر، نظرًا لأن النتائج من الممكن أن تستغرق أشهر حتى يتم ملاحظتها، وبشكل عام فإن الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب الوسواس القهري المعتدل إلى  الخفيف يحتاجون إلى حوالي 10 ساعات من العلاج النفسي مع الحرص على ممارسة بعض التمارين في المنزل بين الجلسات، أما في الحالات التي تُعاني من اضطراب الوسواس القهري الشديد فإن الأمر وكما قلنا قد يحتاج إلى فترة أطول