أول ما يتبادر إلى أذهاننا عند الحديث عن الإدمان هو المخدرات والكحول والتدخين، بالطبع هذه أشياء مهمة، لكن هناك أنواع أخرى لا تقل أهمية ألا وهي ادمان العلاقات، فلعلك تعاني من حالة مرضية وهي التعلق بالأشخاص أو الإدمان على الحب أو غيرها، فما هو ادمان العلاقات وكيف يمكن التغلب عليه
ادمان العلاقات
ادمان العلاقات هو مصطلح يُستخدم لوصف حالة الاعتماد الشديد على العلاقات الرومانسية أو العاطفية. يشير إلى نمط سلوكي يتميز بالحاجة المستمرة للتواجد في علاقة حب والاعتماد الشديد على الشريك لتلبية الاحتياجات العاطفية والذهنية والاجتماعية.
قد يكون الإدمان على العلاقات نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك الخبرات السابقة التي يمكن أن تؤثر على الثقة بالنفس والأمان الشخصي، والخوف من الوحدة والرغبة في الانتماء. قد يكون للإدمان على العلاقات تأثير سلبي على الحياة الشخصية والعملية للفرد، حيث يمكن أن يتسبب في تجاهل الاهتمام بالذات والاعتماد الزائد على الآخرين.
مثل أي شكل من أشكال الإدمان، فإن العلاج يتطلب الاعتراف بالمشكلة والبحث عن المساعدة المناسبة. يمكن أن يشمل العلاج الاستشارة النفسية أو العائلية، والمشاركة في برامج دعم المجموعات، وتطوير مهارات الاعتماد على الذات وتعزيز الثقة بالنفس.
لذا فإنه في حال ما كنت تعاني من مشاكل في العلاقات أو تشعر بالإدمان على العلاقات، فمن الأفضل أن تطلب المساعدة من محترفي الصحة النفسية المؤهلين الذين يمكنهم تقديم الدعم والإرشاد المناسب لحالتك.
سلوكيات المدمن على العلاقات
الشعور بأن هذه الحياة لا معنى لها بدون الشريك
الاهتمام بالحب أكثر من الاهتمام بالحفاظ على علاقة صحية
التحدث باستمرار عن الوقوع في الحب
الهوس بالعلاقة
تغير الشخص لعاداته وسلوكياته للحفاظ على العلاقة
مشاعر القلق أو الاكتئاب بسبب العلاقة
الشعور بالتعب أو الارتباك أو عدم الأمان أكثر من المعتاد
اسباب ادمان العلاقات
هناك عدة أسباب محتملة لإدمان العلاقات، ومن بينها
علامات ادمان العلاقات
الانفصال والعودة إلى العلاقة مرة أخرى
حيث أن الانفصال والعودة المتكررة إلى العلاقة يُعتبر علامة على أن هذه العلاقة غير ناجحة، كما يُعد دليلًا على أن أحد طرفي هذه العلاقة يُعاني من ادمان العلاقات
عدم القدرة على ضبط النفس
حيث أنه قد يجب الشخص الذي يُعاني من ادمان العلاقات أن شريكه يخونه، وبدلًا من تقديره لذاته واحترامها، قد تجده يستمر في العلاقة والتوسل لشريكه للتوقف عن الخيانة
التناقض في العلاقة
يشعر الشخص المدمن بسعادة ما بعدها سعادة عندما تكون العلاقة مع شريكته جيدة، لكن وعلى العكس تمامًا، عندما تواجه مشكلة أو في الأوقات الصعبة يشعر بأن الدنيا تضيق عليه وأن كل شيء ينهار، لذا يُنصح دائمًا في هذا السياق بأن يتم التعامل مع المواقف الجيدة والسيئة بمنتهى العقلانية
تدني احترام الذات
حيث يميل الشخص الذي يُعانيمن هذا النوع من الإدمان إلى حب شريكه حتى عندما يكون الشريك غير مبال به، الأمر الذي يجعل اللامبالاة المستمرة التي يُعامل بها من قبل الشريك في معاناة مع تدني احترام الذات، بحيث تجعله يتحمل الإساءة اللفظية والعاطفية وحتى الجسدية خوفًا من أن يكون بمفرده ويتخلى عنه شريكه
حب الشخص الخطأ
يعتبر حب الشخص الخطأ علامة من علامات ادمان العلاقات، حيث تجعل هذا الشخص يدخل في علاقة مع شخص أخر يعلم تمامًا أنه ليس مناسبًا له فقط ليكون علاقة، حيث أن الشخص المدمن يخشى أن يكون لوحده أكثر من خوفه بأن يدخل في علاقة مع شخص لا يناسبه
علاج ادمان العلاقات العاطفية
علاج إدمان العلاقات العاطفية يتطلب مسارًا شاملاً يشمل العمل على الجوانب النفسية والعاطفية والسلوكية. هناك عدة خطوات يمكن اتباعها في علاج ادمان العلاقات العاطفية:
أولًا: الاعتراف بالمشكلة
يكون الخطوة الأولى في علاج أي إدمان هو الاعتراف بوجود المشكلة والرغبة في التغيير. قم بالتأمل في سلوكك والآثار السلبية التي يتسبب فيها على حياتك.
ثانيًا: العلاج النفسي
يمكن للمشورة النفسية أن تكون فعالة في مساعدتك على استكشاف الأسباب العميقة لإدمان العلاقات وتطوير استراتيجيات صحية للتعامل مع العاطفة والتواجه بالواقع. يمكن لأنواع مختلفة من العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الذيفاني (التحليل النفسي) أن تكون مفيدة.
ثالثًا: تعزيز الثقة بالنفس
يعتمد الإدمان على العلاقات العاطفية بشكل كبير على قلة الثقة بالنفس والاعتماد الزائد على الآخرين. يجب عليك العمل على تعزيز ثقتك بالنفس وتطوير هوية قوية واستقلالية.
رابعًا: تنمية الاهتمام بالذات
قم بالاهتمام بنفسك واكتشاف أنشطة تجلب لك السعادة والرضا. قد يشمل ذلك ممارسة الرياضة، وتعلم شيء جديد، والاستمتاع بالهوايات، واستكشاف الذات والتنمية الشخصية.
خامسًا: الدعم الاجتماعي
ابحث عن دعم اجتماعي قوي ومستدام من أصدقاء وعائلة ومجتمع. قد يكون من المفيد الانضمام إلى مجموعات دعم للأشخاص الذين يعانون من مشاكل مماثلة.
سادسًا: الاسترخاء وإدارة التوتر
تعلم تقنيات الاسترخاء وإدارة التوتر مثل التأمل والتنفس العميق واليوغا يمكن أن يساعدك على التعامل مع القلق وتحسين صحتك العقلية والعاطفية.