هل شعرت يومًا أنك عالق في دوامة علاقة لا تستطيع الخروج منها، رغم أنك تعلم أنها تؤذيك أكثر مما تُسعدك؟ هل تجد نفسك تُضحي بكل شيء فقط لتحافظ على وجود شخص معين في حياتك؟ 

إذا كانت الإجابة نعم، فأنت لست وحدك. إدمان العلاقات العاطفية هو ظاهرة أكثر شيوعًا مما نتخيل، حيث يصبح الحب والارتباط حاجة قهرية تشبه الإدمان على المواد. 

في هذا المقال، سنكشف لك أسرار التخلص من هذا الإدمان المرهق، ونمنحك أدوات لبناء علاقات صحية تمنحك السعادة والاستقلالية التي تستحقها. استعد لاكتشاف نسخة جديدة منك، أكثر قوة وحرية!

ما هو ادمان العلاقات العاطفية

إدمان العلاقات العاطفية هو حالة نفسية تجعل الشخص يعتمد بشكل مفرط على شريكه العاطفي للحصول على الإحساس بالقيمة الذاتية والأمان. 

يُمكن أن يكون هذا الإدمان شبيهًا بإدمان المواد، حيث يشعر الشخص برغبة شديدة في البقاء داخل العلاقة بغض النظر عن تأثيراتها السلبية.

اسباب ادمان العلاقات العاطفية

تشمل أهم اسباب ادمان العلاقات العاطفية ما يلي

1- الخوف من الوحدة:

جيث يشعر البعض برعب من البقاء وحيدًا، الأمر الذي يدفعهم للتعلق بشريك عاطفي حتى لو كانت العلاقة غير صحية.

2- انعدام الثقة بالنفس:

يؤدي ضعف الثقة بالنفس إلى شعور الشخص بأنه غير قادر على مواجهة الحياة بمفرده، مما يدفعه للبحث عن أمان زائف في العلاقات.

3- تجارب الطفولة:

قد تؤدي التجارب المؤلمة في الطفولة، مثل الإهمال أو العنف، إلى تطوير احتياج مفرط للتواصل العاطفي في مرحلة البلوغ.

4- النماذج الاجتماعية:

قد يُسهم الإعلام أو المحيط الاجتماعي في تعزيز فكرة أن السعادة مرتبطة دائمًا بالعلاقات العاطفية.

اعراض ادمان العلاقات العاطفية

تتضمن أبرز اعراض ادمان العلاقات العاطفية ما يلي

1- التعلق المفرط:

الشعور بعدم القدرة على الابتعاد عن الشريك، حتى في ظل وجود مشاكل كبيرة.

2- الخوف من الانفصال:

القلق المستمر بشأن فقدان العلاقة أو هجر الشريك.

3- الرضوخ لتصرفات الشريك:

تقديم التنازلات المستمرة، حتى لو كانت على حساب راحة الشخص وسعادته.

4- الشعور بالفراغ:

الإحساس بفقدان الهوية أو الغاية في حال غياب الشريك.

5- محاولة السيطرة:

الرغبة في مراقبة الشريك بشكل دائم خوفًا من فقدانه.

طرق علاج ادمان العلاقات العاطفية

عند الحديث عن طرق علاج ادمان العلاقات العاطفية فإننا هنا لا نتحدث عن استخدام العلاج الدوائي الذي قد يحتاج إليه الشخص في حالات الادمان، لكن قد لا تنجح نفس العملية في حالة إدمان العلاقات، لذلك، قد يحتاج الشخص إلى الخضوع لعملية علاج نفسي

وبشكل عام تشمل طرق علاج ادمان العلاقات العاطفية ما يلي

1- التوعية الذاتية:

الخطوة الأولى في العلاج هي الاعتراف بالمشكلة وفهم تأثيرها على حياة الشخص.

2- تعزيز الثقة بالنفس:

يمكن تطوير الثقة الذاتية من خلال تحقيق إنجازات صغيرة، ممارسة الهوايات، وتحدي الأفكار السلبية.

3- طلب الدعم النفسي:

يساعد العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، في تحديد الأنماط السلبية وتغييرها.

4- تطوير العلاقات الصحية:

التركيز على بناء علاقات متوازنة تعتمد على الاحترام المتبادل والاستقلالية.

5- ممارسة الاستقلالية:

تجربة العيش بمفردك واتخاذ قراراتك الشخصية بدون تأثير خارجي يساعد في تقليل الاعتماد على الآخرين.

6- التأمل وممارسة الوعي الذاتي:

تساعد تقنيات مثل التأمل واليوغا في تقليل التوتر وتعزيز الوعي بالمشاعر.

مضاعفات ادمان العلاقات العاطفية 

تشمل أهم وأبرز مضاعفات ادمان العلاقات العاطفية ما يلي

1- الإرهاق العاطفي:

يؤدي هذا الإدمان إلى استنزاف الطاقة النفسية، مما يُضعف قدرة الشخص على التعامل مع ضغوط الحياة.

2- فقدان الهوية:

التركيز المفرط على الشريك يجعل الشخص ينسى احتياجاته وأهدافه الشخصية.

3- العلاقات السامة:

قد يصبح الشخص عرضة للبقاء في علاقات مؤذية لأنه يخشى الوحدة.

4- اضطرابات نفسية:

يمكن أن يؤدي هذا الإدمان إلى القلق المزمن أو الاكتئاب.

هل علاج ادمان العلاقات العاطفية يحتاج إلى طبيب

يفقد الشخص المحب في بعض الأحيان القدرة على التحكم في حياته الطبيعية، حيث أنه من قد يشعر بشفقة كبيرة على نفسه، الأمر الذي ربما يدعوه للتهديد بالانتحار، بالطبع بعد المكوث في اكتئاب شديد ومراقبة مستمرة وتتبع يومي للمحبوب الذي قطع عليه الطريق

وبالتالي فإن ادمان العلاقات بالفعل يحتاج إلى طبيب في حال لو تطور وادي بالإنسان إلى مضاعفات، عدا ذلك فيمكن للدعم المحيط بالشخص مع اتخاذ بعض النصائح من الممكن حينها تخطي هذه المرحلة بأمان ودون مضاعفات

ولا ينبغي أن يسبق الإنسان مراحل العلاج لو شعر أنه تحسن قليلا، فينبغي أن يأخذ كامل وقته بالتحسن قبل الدخول في علاقة أخرى، بمعنى آخر ينبغي أن يأخذ المرء قسطه من التعافي من آلام الحب وإدمانه عليه.

ختامًا فإن إدمان العلاقات العاطفية ليس نهاية المطاف؛ بل يمكن التعافي منه بخطوات مدروسة ومساعدة متخصصة. المهم هو إدراك أن السعادة الحقيقية تأتي من الداخل، وأن العلاقة الصحية هي تلك التي تُضيف إلى حياتنا دون أن تُسيطر عليها. اختر أن تحب نفسك أولاً، وستكون قادرًا على بناء علاقات قائمة على التوازن والاحترام المتبادل.