الرهاب الاجتماعي
يُعرف الرهاب الاجتماعي بأنه اضطراب نفسي شائع عند المراهقين، حيث يُعاني المُصاب به من خوف شديد يستمر لفترات طويلة، ويمكن لهذا الاضطراب أن يؤثر كثيرًا في جودة الحياة، الأمر الذي يعيق القدرة على إنجاز المهام والأنشطة اليومية
مما لا شك فيه أن الكثير من الأشخاص يتعرضون لبعض المواقف التي قد يشعرون فيها بالتوتر والقلق أو الإحراج، مثل إلقاء خطاب على الملأ لأول مرة أو مقابلة أناس جدد وغيرها من المواقف، لكن الأشخاص الذين يشعرون أو يُعانون من الرهاب الاجتماعي يُسيطر عليهم هذا الخوف والتوتر وإن شئت فقل الذعر الشديد حتى قبل فترة من الحدث، وتجدر الإشارة إلى أنه قد يكون هذا القلق لدى من يعانون من الرهاب الاجتماعي مصاحبًا لأعمال أكثر بساطة من التي تحدثنا عنها، مثل الانتظار بين الناس أو التعامل مع الباعة وغيرها من المواقف اليومية
أعراض الرهاب الاجتماعي
أولًا: أعراض الرهاب الأجتماعي الجسدية
التعرق
احمرار الوجه وذلك بسبب الخجل
تسارع ضربات القلب
الدوخة أو الدوار
شد العضلات
الارتباك والارتعاش
الغثيان الذي ينتج عن الشعور بالتوتر الشديد
اضطراب في المعدة
عدم القدرة على التواصل البصري كثيرًا عند التعامل مع الأخرين
تعرق راحتي اليدين
ثانيًا: أعراض الرهاب الاجتماعي النفسية والسلوكية
القلق الشديد قبل وأثناء وبعد التعرض للأنشطة أو المواقف اليومية والحياتية
الخجل الشديد من التواجد مع الآخرين
الوعي الذاتي والخوف من التعرض لشيء محرج
الخوف من حكم الآخرين السلبي أو الرفض والاهانة
تجنب التعرض لمواقف اجتماعية أو محاولة البقاء في الخلف والاختفاء عن الأنظار في حال ما كانت هناك حاجة ملحة للحضور
الشعور بالضياع وأن العقل فارغ وعدم معرفة ما يقوله الشخص للآخرين
التغيب عن المدرسة أو العمل بسبب الخوف والقلق من التواجد حول أشخاص آخرين
أسباب الرهاب الاجتماعي
هناك عدة عوامل قد تسهم في ظهور الرهاب الأجتماعي، وقد يكون هناك تفاعل بين هذه العوامل. إليك بعض الأسباب المحتملة للرهاب الاجتماعي:
مواقف تحفز أعراض الرهاب الأجتماعي
لقاء أشخاص جدد
الإجابة على سؤال أمام الناس
استخدام الحمامات العامة
تناول الطعام أمام الناس
طلب المساعدة في مطعم أو في أي مكان آخر
استقبال أو إجراء مكالمة هاتفية
تشخيص الرهاب الاجتماعي
تشخيص الرهاب الأجتماعي يتم عادة من خلال التقييم النفسي والاجتماعي الشامل من قبل متخصص في الصحة النفسية، مثل الطبيب النفساني أو المعالج النفسي. يُستند التشخيص عادة إلى مجموعة من المعايير والأعراض المحددة التي تتوافق مع الرهاب الاجتماعي.
في العادة، يتضمن تشخيص الرهاب الاجتماعي النظر في المعايير التالية:
الخوف المفرط والقلق الشديد في المواقف الاجتماعية التي يتعرض لها الشخص. قد يكون هذا القلق مرتبطًا بالتعبير عن الرأي أو الاستعراض أمام الآخرين، والتحدث في الجماعات، والتعامل مع الأشخاص الجدد، وغيرها من المواقف الاجتماعية المشابهة.
القلق الشديد حول التقييم السلبي من قبل الآخرين، مع الشعور بالعار والإحراج في المواقف الاجتماعية.
تجنب المواقف الاجتماعية أو تحملها بشعور بالتوتر الشديد إذا كان من الضروري المواجهة.
التأثير السلبي على الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية والعملية.
يجب أن يتم تشخيص الرهاب الاجتماعي من قبل متخصص، وذلك لأنه يشترط تحديد ما إذا كانت الأعراض تتسبب في تدخل كبير في حياة الشخص وتسبب له معاناة عاطفية واجتماعية. قد يتطلب التشخيص أيضًا استبعاد وجود حالات أخرى مشابهة، مثل اضطراب الشخصية الانطوائية أو الاضطرابات القلقية الأخرى.
مضاعفات الرهاب الاجتماعي
صعوبة تكوين علاقات أو الحفاظ عليها
قلة الثقة بالنفس والتفكير السلبي
عدم الرغبة في مغادرة المنزل
إدمان الكحول وتعاطي المخدرات
التفكير في الانتحار
علاج الرهاب الاجتماعي
العلاج السلوكي المعرف
يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي أحد الأساليب الفعّالة في علاج الرهاب الأجتماعي. يركز هذا العلاج على تغيير الأفكار السلبية والمعتقدات غير الصحيحة المتعلقة بالنفس والآخرين والتعامل مع المواقف الاجتماعية. يتضمن العلاج تقنيات مثل التحليل الوظيفي للأفكار السلبية، وتقنيات التحكم في القلق والتوتر، وتدريب المهارات الاجتماعية.
التعرض المتدرج
يشمل هذا الأسلوب تعريض الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي للمواقف الاجتماعية التي يخشاها بشكل تدريجي ومتكرر. يبدأ الشخص بالتعامل مع مواقف قليلة القلق ثم يتحرك تدريجيًا نحو المواقف الأكثر تحديًا. يهدف التعرض المتدرج إلى تعلم الشخص بأن المواقف الاجتماعية غير مرعبة وأنه يمكنه التعامل معها بنجاح.
تدريب المهارات الاجتماعية
يشمل هذا النوع من العلاج تعلم وتدريب المهارات الاجتماعية الضرورية للتعامل مع المواقف الاجتماعية بثقة وراحة. يتضمن ذلك تعلم مهارات التواصل الفعال، والتعبير عن الرغبات والاحتياجات بوضوح، وتطوير الثقة بالنفس وتحسين صورة الذات.
العلاج الدوائي
في بعض الحالات، يمكن أن يقترح استخدام الأدوية لتخفيف أعراض الرهاب الأجتماعي. تستخدم مجموعة متنوعة من الأدوية مثل مضادات الاكتئاب (مثل مثبطات انتقائية لاسترداد السيروتونين) ومثبطات بيتا (التي تستخدم لتقليل القلق). يجب استشارة الطبيب المختص قبل تناول أي دواء وتأخذ الجرعة المناسبة وفقًا لتوجيهاته.
الدعم الاجتماعي
يمكن للدعم الاجتماعي أن يكون مهمًا في علاج الرهاب الأجتماعي. قم بالبحث عن دعم جموعات دعم محلية أو عبر الإنترنت حيث يمكنك مشاركة تجاربك والحصول على الدعم والتشجيع من الآخرين الذين يعانون من نفس التحدي.
التدريب العملي
يمكن للتدريب العملي أن يكون جزءًا من العلاج، حيث يتعاون الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي مع المعالج لممارسة المهارات الاجتماعية في بيئة آمنة وتحاكي المواقف الحقيقية