
اضطراب الشخصية التجنبية
اضطراب الشخصية التجنبية هو أحد أنواع اضطرابات الشخصية الشائعة، ويرجع تسميته بهذا الاسم نظرًا لأن المصاب به يتجنب العلاقات الإجتماعية والمهنية، لأنه يعتقد أنه غير كفء ولا يملك المهارات الكافية التي تمكنه من المشاركة في الحياة الاجتماعية
يُعاني المريض من حساسية شديدة للنقد والخوف من عدم ترحيب الآخرين به، الأمر الذي يؤثر بالسلب على حياته العملية والاجتماعية، وقد يصل الأمر إلى تجنب حضور مقابلات التوظيف والاجتماعات وغير ذلك
وتجدر الإشارة إلى أن اضطراب الشخصية التجنبية يُعد نمط اجتماعي يُصيب حوالي 2% حول العالم، حيث يصبح الشخص يفضل الوحدة والانعزال عن المجتمع، خوفًا من أن ينتقده الجميع، لكنه يختلف وإلى حد كبير عن الخجل أو الحرج، نظرًا لأنه يُمثل خطرًا على حياة الشخص وقدرته على التفاعل الاجتماعي مع الآخرين
أنواع الشخصية التجنبية
هناك عدة أنواع من الشخصية التجنبية

أسباب اضطراب الشخصية التجنبية
- كثرة التعرض للنقد والسخرية
- تعرض الطفل للإيذاء النفسي
- التعرض للرفض من قبل زملائه
- افتقاد الطفل لعطف وحنان الوالدين
اعراض الشخصية التجنبية
تشمل أهم أعراض الشخصية التجنبية ما يلي
عدم الشعور بالمتعة في النشاطات
تجنب الأنشطة التي تستدعي التواصل مع الآخرين، وذلك الخوف من التعرض للنقد
الحاجة إلى الشعور بالحب
عدم التواصل والتفاعل في أمكنة العمل
الخوف من القول أو التصرف الخاطئ وتجنب الصراع
عدم الاختلاط بالآخرين إلا بعد التأكد من قبولهم له
عدم المبادرة بأي تواصل اجتماعي
قلة في العلاقات والصداقات المقربة
الخجل وعدم القدرة على اتخاذ القرار

مضاعفات الشخصية التجنبية
- يُعاني المريض من الرهاب الاجتماعي
- الاكتئاب
- يلجأ إلى تعاطي المخدرات
الشخصية التجنبية والزواج
كما قلنا أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية يفضلون العيش وحدهم وتجنب المجتمع، إلا أن هؤلاء الأشخاص في نفس الوقت يقدسون العلاقة الزوجية، نظرًا لحاجتهم الدائمة للحب والاهتمام، لكننا إذ ننوه في هذا السياق إلى أنه وبالرغم من كل هذا فإنه من الممكن أن تزداد المشاكل في العلاقات في حال لم تتم السيطرة على هذه المشكلة، نظرًا لخوف الشخص المصاب من رفض الطرف الآخر له، الأمر الذي من الممكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى الانفصال إذا لم يتفهم الطرف الآخر طبيعة المرض
فيما يلي أهم صفات مريض الشخصية التجنبية والزواج
- تجنب التجمعات العائلية لاعتقاده أنه غير لائق
- النفور من شريك الحياة خوفًا من السخرية
- الخجل من الإفصاح عن المشاعر للطرف الآخر
- الحساسية المفرطة من انتقاد الطرف الآخر له
- عدم الدخول في أي نقاشات فكرية أو عاطفية
- كثرة تساؤلات الطرف المصاب عن كونه مقبولًا من عدمه
- عدم مشاركة الشريك بالمواقف التي يمر بها
كيفية التعامل مع الشخصية التجنبية
في حال ما تم التأكد من أن الشخص يعاني من اضطراب الشخصية التجنبية، يجب الانتباه أثناء التعامل معه وإقناعه بالخضوع للعلاج، إليك أهم طرق التعامل مع المريض بفاعلية
- تجنب الضغط عليه أو إجباره على التفاعل الإجتماعي
- التعامل معه بلطف ورفق دون سخرية أو انتقاد
- لفت انتباهه للسلوكيات التي يؤذي بها مشاعر الآخرين
- تجنب العنف والتحكم بردود الأفعال العنيفة

تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية
ليس هناك اختبار محدد لاضطراب الشخصية التجنبية، ويعتمد التشخيص على أخذ التاريخ الطبي، ثم إجراء الفحص البدني لاستبعاد أي أسباب أخرى، بالإضافة إلى تقييم الأعراض وطريقة استجابة الشخص أثناء الفحص، حيث أن الشخص الذي يُعاني من اضطراب الشخصية التجنبية باضطراب الشخصية الانعزالية وردود فعل تجنبية أثناء الفحص والعلاج
وتجدر الإشارة إلى أنه عادًة ما يتم تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية عند الأطفال أو المراهقين، حيث أن نمط الشخصية وسلوكيات الفرد في هذه المرحلة العمرية يكون متغيرًا، ربما يكون التحفظ والخجل فترة مؤقتة في هذه المرحلة
تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية
أولًا: العلاج النفسي
يشمل العلاج النفسي المعرفي-السلوكي (CBT) والعلاج الجماعي. يساعد العلاج النفسي في تحديد الأفكار والمعتقدات السلبية والتكيف معها، وتعلم مهارات التواصل والتعامل مع المشاعر والتفاعل الاجتماعي
ثانيًا: الدعم الدوائي
قد يوصي الطبيب بوصف بعض الأدوية للتعامل مع أعراض محددة مثل القلق أو الاكتئاب المرتبط بالاضطراب. يجب أن يتم وصف الدواء وفقًا لتقييم الطبيب وباشرافه
ثالثًا: العلاج المشترك بين الأدوية والعلاج النفسي
في بعض الحالات، يمكن أن يكون العلاج الدوائي مكملاً للعلاج النفسي، حيث يمكن أن يساعد الدواء في تقليل بعض الأعراض الجسدية أو العقلية المرتبطة بالاضطراب، مما يسهم في تحقيق تقدم في العلاج النفسي
رابعًا: الدعم الاجتماعي
يعد الدعم الاجتماعي من عناصر العلاج المهمة، حيث يمكن لدعم الأصدقاء والعائلة والمجتمع المساهمة في تحسين العلاقات الاجتماعية والتعاون في التعامل مع الاضطراب