ما هو الانتحار
يُعرف الانتحار بأنه قتل النفس، وهو رد فعل مأساوي لمواقف الحياة المجهدة، كما أنه لا يوجد سبب واحد يقف وراء محاولة أي شخص الانتحار، لكن يعتبر الاكتئاب أهم عامل من عوامل الانتحار
تعتبر الأسلحة النارية أكثر الوسائل شيوعًا في الانتحار، بالإضافة إلى طرق أخرى شائعة تتمثل في تناول جرعة زائدة من الدواء والاختناق والشنق
وتجدر الإشارة إلى أن الانتحار لا يحدث فقط في البلدان المنخفضة الدخل فحسب، بل يُعد ظاهرًة تحدث في جميع أقاليم العالم
الضغوط والأزمات الحياتية
يمكن أن يكون التعرض لضغوط شديدة مثل الصعوبات المالية، أو العلاقات العاطفية المتوترة، أو فقدان العمل، أو الصحة السيئة، أو الحوادث الشخصية، عوامل تجعل الشخص يفكر في الانتحار
الاضطهاد والتمييز
يمكن أن يؤدي التعرض للتمييز أو الاضطهاد بناءً على الجنس، أو العرق، أو الدين، أو التوجه الجنسي، أو أي خصائص أخرى إلى شعور بالعزلة واليأس والرغبة في الهروب من الألم عن طريق الانتحار
الاكتئاب والقلق
يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مزاجية مثل الاكتئاب والقلق من أعراض شديدة قد تجعلهم يشعرون بالعجز واليأس ويفكرون في الانتحار
الإدمان
يمكن أن يكون الإدمان على المواد الكيميائية مثل الكحول والمخدرات عاملاً يؤدي إلى الشعور بالعجز واليأس وزيادة فرص التفكير في الانتحار
الأمراض النفسية الشديدة
بعض الأمراض النفسية مثل اضطرابات الشخصية الحدية، واضطرابات الهوية، واضطرابات الأكل، واضطرابات الاستخدام المفرط للمخدرات، قد تزيد من خطر الانتحار
متوسط المنتحرين سنويا
حسب إحصائية لمنظمة الصحة العالمية فإن هناك حالة انتحار كل 40 ثانية حول العالم، كما أن حوالي 700 ألف شخص يفقدون حياتهم بسببه كل عام
حسب منظمة الصحة العالمية فإن الانتحار يُعد رابع سبب للوفاة حول العالم من الفئة العمرية بين 15- 19 عام
كما أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن إلى أن أكثر من 78% من الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار في العالم العربي تنحصر أعمارهم بين 17 – 40 عام، علاوة على ذلك، فإن أكثر من 69% منهم كانت لديهم ضغوطًا اقتصاديًة متفاقمًة ولا أمل في حلها
بالطبع وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن هذا يُعد حصرًا بالنسبة لعدد الأشخاص الذين انتحروا بالفعل، في حين يتجاوز عدد المحاولات الفاشلة هذا الرقم بكثير
أعراض الانتحار
التحدث عن الانتحار مثل أن تقوم أنا سوف أقتل نفسي أو أتمني لو أنني كنت ميتًا، أو غيرها من الكلام الذي يدعو إلى قتل النفس
الحصول على وسائل الانتحار، مثل أن تقوم بشراء سلاح، أو أدوية قاتلة
الشعور باليأس
الانسحاب من التواصل الاجتماعي والرغبة الملحة في الوحدة
زيادة استخدام الكحول أو المخدرات
القيام بالأنشطة الخطرة أو المدمرة للذات، مثل استخدام المخدرات أو القيادة بتهور
الشعور بالقلق الشديد
توديع الناس بطريقة توحي بأنه لن يتم رؤيتهم مرة أخرى
من هم المعرضون للانتحار
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية
يشمل ذلك الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، واضطرابات القلق، واضطرابات الشخصية، واضطرابات الهوية، واضطرابات الأكل، واضطرابات الاستخدام المفرط للمخدرات، والذهان، وغيرها من الاضطرابات النفسية الشديدة
الذين يعانون من الاضطهاد أو التمييز
قد يكون التعرض للتمييز بسبب العرق، أو الجنس، أو الدين، أو التوجه الجنسي، أو الهوية الجنسية، عاملاً يزيد من خطر الانتحار
من لديهم صعوبات مالية ويعانون من الفقر
يمكن أن يكون للضغوط المالية الشديدة تأثير كبير على الصحة النفسية وزيادة فرص التفكير في الانتحار
الأشخاص الذين يعانون من الإدمان
الأشخاص الذين يعانون من إدمان المواد الكيميائية مثل الكحول والمخدرات قد يكونون عرضة للانتحار بسبب تأثيرات المواد السامة على الصحة النفسية والجسدية
المصابون بالأمراض المزمنة والألم المستمر
يمكن أن يزيد الألم المزمن والأمراض المزمنة من خطر الانتحار نتيجة للتأثير السلبي على الحياة اليومية والجودة العامة للحياة
الأشخاص الذين يعانون من العزلة الاجتماعية وفقدان الدعم الاجتماعي
قد يكون الشعور بالعزلة وفقدان الدعم الاجتماعي عاملًا يزيد من خطر الانتحار
يجب أن نتذكر أن هذه الفئات تعتبر مجرد عوامل زيادة للخطر ولا تعني بالضرورة أن الأشخاص الذين ينتمون إليها سيقومون بالانتحار. الانتحار عملية معقدة وتتأثر بعوامل متعددة، وغالبًا ما يكون هناك تفاعل بين هذه العوامل أو الاتصال بمقدم الرعاية الصحية النفسية للحصول على الدعم والإرشاد المناسب. الدعم المناسب والعلاج النفسي يمكن أن يكون له تأثير كبير في تحسين الحالة النفسية والمساعدة في التعامل مع الصعوبات
يمكن تشخيص الميول للانتحار عن طريق الفحص الجسدي، إضافة إلى اختبار واستجواب متعمق حول الصحة الجسدية والعقلية، وذلك للمساعدة في تحديد ما الذي قد يسبب التفكير في الانتحار وتحديد أفضل الطرق العلاجية التي يمكن أن يتبعها الشخص، وفي هذا الصدد يمكن إجراء عدة تقييمات مثل
تعاطي الكحول والمخدرات
حيث أن الكحول والمخدرات يلعبان دورًا مهمًا في التفكير الانتحاري
الظروف الصحية الجسدية
في بعض الحالات من الممكن أن يرتبط التفكير الانتحاري بمشكلة صحية جسدية، حينها قد تحتاج إلى اختبارات الدم وفحوصات أخرى لكي نتمكن من تحديد سبب الحالة
الصحة العقلية
حيث أن الأفكار الانتحارية ترتبط بالصحة العقلية، وفي هذه الحالة يُنصح بالتوجه إلى الطبيب النفسي لتشخيص الحالة، ومن ثم وضع خطة العلاج
الأدوية
من الممكن أن يتسبب تناول بعض الأدوية في مشاعر انتحارية، لذلك، يُنصح بإخبار الطبيب عن جميع الأدوية التي يتم تناولها
طرق علاج الانتحار
التقييم الطارئ والرعاية الطبية
إذا كان هناك خطر فوري على حياة الشخص، يجب الاتصال بخط المساعدة للأزمات أو الطوارئ الطبية على الفور. يمكن أن يتضمن العلاج الطبي تقديم الإسعافات الأولية والتدخل السريع للحفاظ على سلامته
الدعم النفسي
يجب توفير الدعم النفسي للشخص الذي يعاني من أفكار انتحارية. يمكن أن يشمل ذلك الحديث مع مقدم الرعاية الصحية النفسية أو الاستشاري النفسي لتقديم الدعم والإرشاد. يمكن أن يشمل الدعم النفسي تقنيات مثل المحادثة العاطفية، والاستماع الفعال، وتقديم الدعم العاطفي والمعنوي
العلاج الدوائي
في بعض الحالات، يمكن أن يوصف العلاج الدوائي للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق. يتم تحديد نوع الدواء والجرعة المناسبة بناءً على تقييم الحالة الفردية للشخص
العلاج النفسي
العلاج النفسي يمكن أن يكون فعالًا في علاج الانتحار. يمكن استخدام تقنيات مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الاتجاهي لمساعدة الأشخاص على التعامل مع الأفكار الانتحارية وتطوير استراتيجيات للتحكم فيها وتغيير السلوكيات السلبية
الدعم الاجتماعي
يمكن أن يلعب الدعم الاجتماعي دورًا هامًا في علاج الانتحار. ينبغي تشجيع الأشخاص على البحث عن دعم من الأصدقاء والعائلة والمجتمع المحيط بهم. قد يكون من المفيد أيضًا الانضمام إلى مجموعات دعم الانتحار أو الانخراط في أنشطة اجتماعية ومجتمعية
الدعم الاجتماعي
يمكن أن يلعب الدعم الاجتماعي دورًا هامًا في علاج الانتحار. ينبغي تشجيع الأشخاص على البحث عن دعم من الأصدقاء والعائلة والمجتمع المحيط بهم. قد يكون من المفيد أيضًا الانضمام إلى مجموعات دعم الانتحار أو الانخراط في أنشطة اجتماعية ومجتمعية
تذكر أن الحالات الانتحارية تتطلب معالجة فورية وفردية. إذا كنت تشعر بالقلق بشأن نفسك أو شخص آخر، يُنصح بالاتصال بخط المساعدة الطارئ للانتحار في بلدك أوتلقي المساعدة المهنية المناسبة على الفور. العلاج النفسي والدعم الاجتماعي يمكن أن يكونا ذات أهمية حاسمة في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الانتحار
نصائح للتعامل مع شخص يُعاني من أفكار انتحارية
بالطبع، هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع شخص يعاني من أفكار انتحارية. إليك بعض الإرشادات العامة:
خذ الأمر على محمل الجد
اعتبر أفكار الانتحار جديّة وتتطلب تدخلًا فوريًا. كن على استعداد للتعامل مع الوضع بجدية وتركيز
استمع بدون أن تدين
كون متاحًا واستمع بتفهم واهتمام. دع الشخص يعبر عن مشاعره وأفكاره دون أن تحكم عليه أو تقدم حكمًا سريعًا
تبنَّ الاهتمام الفعَّال
أظهر للشخص أنك تهتم بمشاعره وتفكيره. اسأله عن حالته وتواصل معه بانتظام. ابدي اهتمامك بالأشياء التي تجعله يشعر بالراحة والسعادة
تجنَّب التركيز على النصيحة البسيطة
قد يكون من الصعب تقديم حلاً بسيطًا لمشكلة معقدة مثل الانتحار. بدلاً من ذلك، قدم الدعم العاطفي والمساندة وحاول توجيه الشخص إلى المساعدة المهنية
تشجيع البحث عن مساعدة مهنية
حث الشخص على طلب المساعدة من مقدمي الرعاية الصحية المهنيين مثل الأطباء أو الاستشاريين النفسيين أو الخطوط الساخنة للأزمات. قدم معلومات حول المصادر المتاحة وقدم للشخص الدعم اللازم للبحث عن المساعدة
لا تترك الشخص بمفرده
حاول أن تظل بجانب الشخص المعني ولا تتركه وحيدًا. قد يكون من المفيد أن تنسق مع أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين للمساعدة في مراقبته والاهتمام به
تحصين البيئة
في حالات الخطر الفوري، حاول تحصين بيئة الشخص من الأشياء التي يمكن استخدامها للتسبب في الضرر الذاتي، مثل الأدوات الحادة أو الأدوية الخطرة. قم بإخبار الأشخاص المعنيين بالوضع وطلب المساعدة لتأمين المكان
الحصول على المساعدة لنفسك
تعامل مع شخص يعاني من أفكار انتحارية يمكن أن يكون مجهدًا عاطفيًا. لا تتردد في طلب الدعم النفسي لنفسك من خلال التحدث إلى مقدمي الرعاية الصحية المهنية أو الاستشاريين النفسيين للحصول على المساعدة التي تحتاجها