اضطراب الشخصية التجنبية

Picture of د / محمد سعيد زغلول

د / محمد سعيد زغلول

استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان كلية الطب جامعة الاسكندرية - ماجيستير أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي وعلاج الإدمان
عضو الجمعية المصرية للطب النفسي وعضو الجمعية العالمية ISAM لعلاج الادمان.

محتويات المقال

هل شعرت يومًا بالقلق الشديد عند مواجهة مواقف اجتماعية أو الشعور بالخوف من الرفض؟ اضطراب الشخصية التجنبية هو حالة نفسية تؤدي إلى تجنب الشخص التفاعل الاجتماعي بسبب خوفه من النقد أو الرفض. 

في هذا المقال، سنتعرف على اضطراب الشخصية التجنبية، أعراضه، أسبابه، وطرق العلاج المتاحة.

اضطراب الشخصية التجنبية

اضطراب الشخصية التجنبية (Avoidant Personality Disorder – APD) هو اضطراب نفسي يتميز بخوف شديد من النقد أو الرفض، مما يدفع الشخص إلى تجنب المواقف الاجتماعية والأنشطة التي قد تُظهره في موضع ضعف أو فشل. 

الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب غالبًا ما يشعرون بالخجل الشديد ويفضلون العزلة على الانخراط في العلاقات الاجتماعية.

أنواع الشخصية التجنبية

قد تختلف طريقة ظهور اضطراب الشخصية التجنبية من شخص لآخر، ولكن يمكن تصنيف الأفراد الذين يعانون منه إلى بعض الأنواع التالية:

1- الشخصية التجنبية الحذرة

يشعر الشخص في هذه الحالة بالخوف المستمر من الخطأ، ويُفضل العزلة لتجنب أي إحراج أو نقد.

2- الشخصية التجنبية الانسحابية

يعاني الأفراد من تجنب المواقف الاجتماعية والابتعاد عن أي نشاط قد يتطلب منهم التفاعل مع الآخرين.

3- الشخصية التجنبية الحساسة

هؤلاء الأشخاص يميلون إلى اتخاذ الحذر المفرط في كل تصرفاتهم بسبب خوفهم من الانتقاد أو الفشل.

4- الشخصية التجنبية المنعزلة

يميل الأشخاص إلى العزلة المستمرة، حتى لو كان لديهم رغبة في تكوين علاقات، إلا أنهم يتجنبون المواقف الاجتماعية خوفًا من الفشل أو الاستهزاء.

اسباب اضطراب الشخصية التجنبية

اسباب اضطراب الشخصية التجنبية قد تكون معقدة وتنتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية. تشمل الأسباب الرئيسية:

1- الوراثة: قد يكون للأشخاص الذين يعانون من تاريخ عائلي مع اضطرابات القلق أو الشخصية التجنبية احتمالية أكبر للإصابة بهذا الاضطراب.

2- البيئة الأسرية: الأطفال الذين نشأوا في بيئات عائلية مليئة بالنقد الشديد أو الإهمال قد يتطور لديهم هذا الاضطراب.

3- التجارب المؤلمة: التعرض لتجارب مؤلمة أو محطمة مثل الرفض الاجتماعي أو الإساءة في مرحلة الطفولة قد يزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب.

4- العوامل البيولوجية: بعض الدراسات تشير إلى أن الاضطرابات النفسية قد تكون مرتبطة بخلل في النشاط الكيميائي للدماغ، وخاصة في ما يتعلق بالدوبامين والسيروتونين.

اعراض الشخصية التجنبية

الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية يعانون من عدة أعراض، منها:

1- الخوف المفرط من الانتقاد: تجنب أي موقف يمكن أن يؤدي إلى انتقاد الشخص أو إظهار ضعفه.

2- الشعور المستمر بالقصور: لديهم دائمًا شعور بعدم الكفاءة وعدم القدرة على التعامل مع المواقف الاجتماعية.

3- التجنب المستمر: يميلون إلى تجنب الأنشطة الاجتماعية، مثل مقابلة الناس أو الانضمام إلى الأنشطة الجماعية.

4- القلق الاجتماعي: يصابون بقلق شديد عندما يكونون في مواقف تتطلب تفاعلًا اجتماعيًا.

5- الشعور بالعزلة: يفضلون الوحدة على التواصل مع الآخرين خوفًا من الرفض.

6- الشعور بعدم الأمان في العلاقات: حتى في العلاقات القريبة، قد يشعرون بالخوف من الرفض أو عدم القبول.

اختبار اضطراب الشخصية التجنبية

يمكن للطبيب النفسي أو المعالج النفسي إجراء تقييم شامل لتشخيص اضطراب الشخصية التجنبية. يتضمن هذا التقييم عادةً:

المقابلات السريرية

يقوم الطبيب بمناقشة الأعراض والتاريخ الشخصي للمريض.

الاستبيانات النفسية

قد يستخدم الطبيب بعض الاستبيانات المعيارية مثل مقياس اضطرابات الشخصية لتقييم مدى تأثير الأعراض على حياة الشخص.

التقييم العاطفي

يمكن أن يساعد الطبيب في تحديد مشاعر المريض تجاه مواقف اجتماعية معينة وكيفية تأثير هذه المشاعر على سلوكياته.

الشخصية التجنبية والرهاب الاجتماعي

قد يختلط اضطراب الشخصية التجنبية مع الرهاب الاجتماعي، لكن هناك فرق بينهما:

الرهاب الاجتماعي يشير إلى الخوف من المواقف الاجتماعية بشكل عام، خاصة الخوف من الإحراج أو السخرية.

اضطراب الشخصية التجنبية يمتد ليشمل القلق المستمر بشأن العلاقات والرفض الشخصي، ويؤدي إلى انسحاب مستمر من الأنشطة الاجتماعية خوفًا من عدم القبول أو الشعور بالعجز.

بمعنى آخر، بينما يتعلق الرهاب الاجتماعي بالمواقف المؤقتة، فإن اضطراب الشخصية التجنبية يتسبب في نمط طويل الأمد من السلوكيات التي تؤثر على حياة الشخص بشكل مستمر.

الشخصية التجنبية والزواج

من الممكن أن يعاني الشخص المصاب باضطراب الشخصية التجنبية من بعض التحديات في العلاقات الزوجية، حيث انه قد يتجنب التفاعل مع شريك الحياة خوفًا من الرفض أو الانتقاد

كما أنه قد يشعر بالقلق الشديد جراء عدم قدرة شريكه على قبوله أو رؤيته على حقيقته

يذكر أن هناك عدة طرق لحل هذه المشكلة، تتمثل فيما يلي

1- التواصل المفتوح: يجب أن يكون هناك حوار مستمر وصريح بين الزوجين.

2- الدعم النفسي: يمكن أن يكون العلاج النفسي مفيدًا للتعامل مع الخوف المستمر من الرفض.

3- الصبر: يحتاج الشريك إلى التحلي بالصبر والمساعدة في تعزيز الثقة بالنفس لدى الشخص المصاب.

الفرق بين الرهاب الاجتماعي والشخصية التجنبية

الرهاب الاجتماعي يقتصر عادة على الخوف من المواقف الاجتماعية المؤقتة، بينما اضطراب الشخصية التجنبية يشمل نمطًا مستمرًا من تجنب التفاعل الاجتماعي والعزلة بسبب مخاوف من الرفض الشخصي والنقد المستمر. 

كما أن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية التجنبية يعانون من مشاعر ذاتية أعمق مثل الشعور بالقصور وعدم الكفاءة، وهو ما يجعل الأعراض أكثر تأثيرًا على حياتهم اليومية.

الشخصية التجنبية وعلاجها

يمكن علاج اضطراب الشخصية التجنبية من خلال مزيج من العلاجات النفسية والدوائية. العلاج يشمل:

أولًا: العلاج النفسي

يعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أكثر العلاجات فعالية للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية، حيث يساعدهم على تغيير أفكارهم السلبية تجاه أنفسهم والمواقف الاجتماعية.

ثانثًا: العلاج الجدلي السلوكي (DBT)

يُستخدم لمساعدة الأشخاص على التحكم في عواطفهم والتعامل مع مواقف التوتر والضغوط بشكل أكثر فعالية.

ثالثًا: العلاج الدوائي

قد يُستخدم الأدوية المضادة للقلق أو الاكتئاب للتخفيف من الأعراض المصاحبة مثل القلق الاجتماعي أو الاكتئاب.

رابعًا: التدريب على المهارات الاجتماعية

يساعد الشخص على تحسين تفاعلاته مع الآخرين وبناء ثقة أكبر في نفسه.

في ختام هذه المقالة نوضح أن اضطراب الشخصية التجنبية هو اضطراب نفسي يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص الاجتماعية والعاطفية. 

فهم هذا الاضطراب مبكرًا والتوجه للعلاج النفسي المناسب يمكن أن يساعد بشكل كبير في تحسين حياة المصابين. 

العلاج والاستشارة النفسية هما الأساس لتحسين القدرة على التعامل مع المواقف الاجتماعية وبناء علاقات صحية ومستقرة.

هل الشخصية التجنبية مرض نفسي؟

نعم، اضطراب الشخصية التجنبية هو مرض نفسي يتميز بالخوف الشديد من الرفض والنقد، مما يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية.

ماذا يعني اضطراب الشخصية الاجتنابي؟

اضطراب الشخصية التجنبية هو حالة نفسية تجعل الشخص يشعر بالخوف الشديد من الانتقاد أو الرفض، مما يدفعه لتجنب المواقف الاجتماعية والتفاعلات مع الآخرين.

ما هي أعراض اضطراب الشخصية؟

تشمل الأعراض الخوف المفرط من الانتقاد، تجنب المواقف الاجتماعية، الشعور بعدم الكفاءة، القلق الاجتماعي المستمر، والشعور بالعزلة.

في أي سن يبدأ اضطراب الشخصية التجنبية؟

يبدأ اضطراب الشخصية التجنبية عادة في سن المراهقة أو بداية سن الرشد، حيث يظهر القلق الاجتماعي وتجنب العلاقات.

error: Content is protected !!
Scroll to Top